fbpx

مَـتَّى 24

1 وَتَرَكَ يَسُوعُ سَاحَةَ الهَيْكَلِ. وَبَيْنَمَا كَانَ مَاشِيًا، جَاءَ إلَيْهِ تَلَامِيذُهُ، لِأنَّهُمْ أرَادُوا أنْ يُرُوهُ أبنِيَةَ الهَيْكَلِ.

2 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أتَرَوْنَ كُلَّ هَذِهِ الأبنِيَةِ؟ أقُولُ الحَقَّ لَكُمْ، لَا يَبْقَى فِيهَا حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ، إذْ سَتُهدَمُ كُلُّهَا!»

3 وَبَيْنَمَا كَانَ يَسُوعُ جَالِسًا عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، جَاءَ إلَيْهِ تَلَامِيذُهُ عَلَى انفِرَادٍ، وَقَالُوا لَهُ: «أخبِرْنَا مَتَى سَتَحْدُثُ هَذِهِ الأُمُورُ؟ وَمَا هِيَ عَلَامَةُ عَودَتِكَ وَنِهَايَةِ الزَّمَنِ؟»

4 فَأجَابَهُمْ يَسُوعُ: «انتَبِهُوا لِئَلَّا تَنْخَدِعُوا.

5 سَيَأْتِي كَثِيرُونَ وَيَنْتَحِلُونَ اسْمِي، فَيَقُولُونَ: ‹أنَا هُوَ المَسيحْ› وَسَيَخْدَعُونَ كَثِيرِينَ.

6 سَتَسْمَعُونَ بِأخْبَارِ الحُرُوبِ وَالثَّورَاتِ، فَيَنْبَغِي ألَّا تَخَافُوا. فَلَا بُدَّ أنْ تَحْدُثَ هَذِهِ الأشْيَاءُ، لَكِنَّهَا لَنْ تَكُونَ نِهَايَةَ العَالَمِ بَعْدُ.

7 لِأنَّهُ سَتَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ، وَمَملَكَةٌ عَلَى مَملَكَةٍ. سَتَحْدُثُ زَلَازِلُ وَمَجَاعَاتٌ،

8 وَلَكِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا سَتَكُونُ أوَّلَ آلَامِ المَخَاضِ.

9 «فَسَيُسَلِّمُونَكُمْ لِلعِقَابِ، وَسَيَقْتُلُونَ بَعْضًا مِنْكُمْ. وَسَتُبغِضُكُمُ جَمِيعُ الأُمَمِ مِنْ أجْلِ اسْمِي.

10 فِي ذَلِكَ الوَقْتِ، سَيَتْرُكُ كَثِيرُونَ الإيمَانَ، وَسَيُسَلِّمُ أحَدُهُمُ الآخَرَ إلَى السُّلْطَاتِ، وَسَيُبغِضُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.

11 وَسَيَظْهَرُ أنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ، وَيَخْدَعُونَ كَثِيرِينَ.

12 وَبِسَبَبِ زِيَادَةِ الشَّرِّ، سَتَبْرُدُ مَحَبَّةُ كَثِيرِينَ مِنَ المُؤمِنِينَ،

13 وَلَكِنِ الَّذِي يَبْقَى أمِينًا إلَى النِّهَايَةِ، فَهَذَا سَيَخْلُصُ.

14 وَسَتُعلَنُ بِشَارَةُ مَلَكُوتِ اللهِ فِي كُلِّ العَالَمِ كَشَهَادَةٍ لِغَيرِ اليَهُودِ، ثُمَّ تَأْتِي النِّهَايَةُ.

15 «فَعِنْدَمَا تَرَوْنَ ‹النَّجِسَ المُخَرِّبَ› الَّذِي أشَارَ إليهِ دَانيَالُ النَّبِيُّ، قَائِمًا فِي المَكَانِ المُقَدَّسِ – لِيَفْهَمِ القَارِئُ هَذَا الكَلَامَ –

16 فَليَهْرُبْ حينَئِذٍ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي إقْلِيمِ اليَهُودِيَّةِ إلَى الجِبَالِ،

17 وَلَا يَنْزِلِ الَّذِي عَلَى السَّطْحِ لِيَأْخُذَ مُمتَلَكَاتِهِ مِنَ البَيْتِ.

18 وَلَا يَعُدِ العَامِلُ فِي الحَقْلِ إلَى بيتِهِ لِيَأْخُذَ رِدَاءَهُ.

19 «وَمَا أعسَرَ أحوَالَ الحَوَامِلِ وَالمُرضِعَاتِ فِي تِلْكَ الأيَّامِ!

20 لَكِنْ صَلُّوا أنْ لَا يَكُونَ هَرَبُكُمْ فِي الشِّتَاءِ أوْ فِي يَوْمِ سَبْتٍ.

21 لِأنَّهُ سَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ بِدَايَةِ العَالَمِ، وَلَنْ يَكُونَ مِثْلَهُ.

22 وَلَوْ لَمْ يُقَرِّرِ اللهُ تَقْصِيرَ تِلْكَ الأيَّامِ، لَمَا بَقِيَ أحَدٌ حَيًّا. وَلَكِنْ لِأجْلِ شَعْبِهِ المُختَارِ، سَيُقَصِّرُ اللهُ تِلْكَ الأيَّامَ.

23 فَإنْ قَالَ لَكُمْ أحَدٌ: ‹هَا إنَّ المَسِيحَ هُنَا،› أوْ ‹هَا هُوَ هُنَاكَ!› فَلَا تُصَدِّقُوا كَلَامَهُ.

24 لِأنَّ أكْثَرَ مِنْ مَسِيحٍ مُزَيَّفٍ سَيَظْهَرُ، وَأكثَرَ مِنْ نَبِيٍّ كَاذِبٍ. وَسَيَصْنَعُونَ مُعجِزَاتٍ وَعَجَائِبَ لِيَخْدَعُوا الَّذِينَ اخْتَارَهُمُ اللهُ لَوِ استَطَاعُوا.

25 هَا أنَا أخبَرْتُكُمْ بِكُلِّ شَيءٍ قَبْلَ حُدُوثِهِ.»

26 «قَدْ يَقُولُ أحَدُهُمْ: ‹هَا إنَّ المَسِيحَ فِي البَرِّيَّةِ،› فَلَا تَذْهَبُوا إلَى هُنَاكَ. أوْ يَقُولُ: ‹هَا إنَّهُ فِي إحْدَى الغُرَفِ،› فَلَا تُصَدِّقُوهُ.

27 لِأنَّهُ كَمَا يَأتِي البَرْقُ مِنَ الشَّرْقِ، وَيَلْمَعُ فِي السَّمَاءِ إلَى الغَرْبِ، هَكَذَا سَيَظْهَرُ ابْنُ الإنْسَانِ.

28 وَحَيْثُمَا تَجِدُونَ الجُثَّةَ تَجِدُونَ النُّسُورَ أيْضًا.

29 وَفَورًا بَعْدَ الضِّيقِ الَّذِي سَيَحْدُثُ فِي تِلْكَ الأيَّامِ، «سَتُظلِمُ الشَّمْسُ، وَالقَمَرُ لَنْ يُعطِيَ نُورَهُ. سَتَسْقُطُ النُّجُومُ مِنَ السَّمَاءِ، وَتُزَعزَعُ الأجرَامُ السَّمَاوِيَّةُ.

30 «فِي ذَلِكَ الوَقْتِ، سَتَظْهَرُ عَلَامَةُ ابْنِ الإنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَسَتَنُوحُ قَبَائِلُ الأرْضِ، وَسَيَرَوْنَ ابْنَ الإنْسَانِ قَادِمًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجدٍ عَظِيمٍ.

31 وَسَيُرسِلُ مَلَائِكَتَهُ بِمُصَاحَبَةِ صَوْتِ بُوقٍ مُرْتَفِعٍ، فَيَجْمَعُونَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ مِنَ الجِهَاتِ الأرْبَعِ، مِنْ أقْصَى السَّمَاءِ إلَى أقصَاهَا.

32 «تَعَلَّمُوا مِنْ شَجَرَةِ التِّينِ. فَحَالَمَا تُصبِحُ أغْصَانُهَا طَرِيَّةً، وَتَظْهَرُ أورَاقُهَا، تَعْرِفُونَ أنَّ الصَّيفَ قَرِيبٌ.

33 هَكَذَا أيْضًا عِنْدَمَا تَرَوْنَ جَمِيعَ هَذِهِ الأشْيَاءَ، سَتَعْرِفُونَ أنَّ الوَقْتَ قَرِيبٌ عَلَى الأبوَابِ.

34 أقُولُ الحَقَّ لَكُمْ: لَنْ يَنْقَضِيَ هَذَا الجِيلُ إلَى أنْ تَحْدُثَ كُلُّ هَذِهِ الأشْيَاءِ.

35 تَزُولُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ، أمَّا كَلَامِيَ فَلَنْ يَزُولَ أبَدًا.»

36 «لَكِنْ لَا يَعْرِفُ أحَدٌ مَتَى يَكُونَ ذَلِكَ اليَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ، وَلَا مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ يَعْرِفُونَ، وَلَا الابْنُ، لَكِنِ الآبُ وَحْدَهُ يَعْلَمُ.

37 «وَكَمَا كَانَ الحَالُ فِي أيَّامِ نُوحٍ، هَكَذَا سَيَكُونُ الحَالُ عِنْدَمَا يَأتِي ابْنُ الإنْسَانِ.

38 فَفِي الأيَّامِ الَّتِي سَبَقَتِ الطَّوَفَانَ، كَانَ النَّاسُ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ بَنَاتِهِمْ حَتَّى ذَلِكَ اليَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ السَّفِينَةَ.

39 فَلَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ مَا سَيَحْدُثُ، حَتَّى جَاءَ الطَّوَفَانُ وَأخَذَهُمْ. هَكَذَا سَيَكُونُ أيْضًا فِي مَجِيءِ ابْنِ الإنْسَانِ.

40 فِي ذَلِكَ الوَقْتِ، يَكُونُ رَجُلَانِ يَعْمَلَانِ فِي حَقْلٍ، فَيُؤخَذُ وَاحِدٌ وَيُترَكُ الآخَرُ.

41 وَتَكُونُ امْرَأتَانِ تَطْحَنَانِ الحُبُوبَ عَلَى حَجَرِ الرَّحَى، فَتُؤخَذُ وَاحِدَةٌ وَتُترَكُ الأُخرَى.

42 «فَتَيَقَّظُوا إذًا، لِأنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ مَتَى يَأتِي رَبُّكُمْ.

43 تأكَّدُوا أنَّهُ لَوْ عَلِمَ صَاحِبُ البَيْتِ فِي أيَّةِ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ يَنْوِي اللِّصُّ أنْ يَأْتِيَ، لَاستَيْقَظَ وَمَا تَرَكَهُ يَسْطُو عَلَى بَيْتِهِ.

44 لِذَلِكَ كُونُوا أنْتُمْ أيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأنَّ ابْنَ الإنْسَانِ سَيَأْتِي فِي لَحظَةٍ لَا تَتَوَقَّعُونَهَا.»

45 «فَمَنْ هُوَ الخَادِمُ الأمِينُ الفَطِنُ الَّذِي يُعَيِّنُهُ السَّيِّدُ مَسؤُولًا عَنْ عَبيدِهِ، لِيُعطِيَهُمْ طَعَامَهُمْ فِي وَقْتِهِ؟

46 هَنِيئًا لِذَلِكَ الخَادِمِ الَّذِي حِينَ يَأتِي سَيِّدُهُ يَجِدُهُ يَقُومُ بِوَاجِبِهِ.

47 أقُولُ لَكُمُ الحَقَّ، إنَّهُ سَيُوكِلُهُ عَلَى جَمِيعِ أمْلَاكِهِ.

48 «أمَّا الخَادِمُ الشِّرِّيرُ فَيَقُولُ فِي نَفْسِهِ: ‹سَيِّدِي سَيَتَأخَّرُ.›

49 فَيَبْدَأُ بِضَرْبِ رِفَاقِهِ الخُدَّامِ، وَيَبْدَأُ بِالأَكْلِ وَالشُّرْبِ مَعَ السُّكَارَىْ.

50 فَيَأْتِي سَيِّدُ ذَلِكَ الخَادِمِ فِي يَوْمٍ لَا يَتَوَقَّعُهُ، وَفِي سَاعَةٍ لَا يَعْرِفُهَا.

51 فَيُعَاقِبُهُ وَيَضَعُهُ مَعَ المُنَافِقينَ حَيْثُ يَبْكِي النَّاسُ وَيَصِرُّونَ عَلَى أسنَانِهِمْ.