fbpx

حزقيال 21

1 فَأتَتْ إلَيَّ كَلِمَةُ اللهِ ثَانِيَةً:

2 «يَا إنْسَانُ، انْظُرْ نَحْوَ مَدِينَةِ القُدْسِ، وَتَكَلَّمْ ضِدّ المَعَابِدِ وَضِدَّ أرْضِ إسْرَائِيلَ.

3 قُلْ لِأرْضِ إسْرَائِيلَ: ‹هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ: هَا أنَا ضِدُّكِ. وَسَيَخْرُجُ سَيفِي مِنْ غِمْدِهِ وَسَأُزِيلُ مِنكِ الأبْرَارَ وَالأشرَارَ.

4 نَعَمْ سَأُبِيدُ الأبْرَارَ وَالأشرَارَ مِنكِ. سَيَمُرُّ سَيفِي عَلَى كُلِّ الأرْضِ فَيُبِيدَ الجَمِيعَ مِنَ الجَنُوبِ إلَى الشِّمَالِ.

5 حِينَئِذٍ، سَيَعْرِفُ الجَمِيعُ أنَّ اللهَ قَدِ اسْتَلَّ سَيفَهُ، وَلَنْ يُعِيدَهُ إلَى غِمدِهِ.›

6 «تَنَهَّدْ كَمَا لَوْ أنَّ قَلْبَكَ مَكسُورٌ، وَنُحْ أمَامَهُمْ.

7 وَحِينَ يَسألُونَكَ لِمَاذَا تَتَنَهَّدُ وَتَنُوحُ، قُلْ لَهُمْ بِسَبَبِ الرِّسَالَةِ الَّتِي تَلَقَّيتُهَا مِنَ اللهِ. سَيَذُوبُ كُلُّ قَلْبٍ خَوْفًا، وَسَتَضْعُفُ الأيدِي، وَسَتَخُورُ الأروَاحُ، وَسَتَضْعُفُ كُلُّ رُكبَةٍ وَتَصِيرُ مِثْلَ المَاءِ. سَتَأْتِي هَذِهِ الأُمُورُ وتَحْدُثُ.» يَقُولُ الرَّبُّ الإلَهُ.

8 ثُمَّ أتَتْ إلَيَّ كَلِمَةُ اللهِ:

9 «يَا إنْسَانُ، تَنَبَّأْ وَقُلْ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ: «هَا سَيْفٌ، سَيْفٌ مُحَدَّدٌ وَمَصقُولٌ،

10 قَدْ سُنَّ لِلذَّبحِ، وَصُقِلَ حَتَّى صَارَ يَلْمَعُ كَالبَرقِ. يَا بُنَيَّ، لَقَدْ هَرَبْتَ مِنْ عَصَا عِقَابِي، رَفَضْتَ العِقَابَ بِتِلْكَ العَصَا الخَشَبِيَّةِ!

11 صُقِلَ لِيُمْسَكَ بِاليَّدِ، سُنَّ حَدُّ السَّيْفِ وَصُقِلَ لِيُعطَى لِلقَاتِلِ.

12 «يَا إنْسَانُ، وَلوِلْ وَاصرُخْ لِأنَّ السَّيْفَ فِي وَسَطِ شَعْبِي وَفِي وَسَطِ قَادَةِ إسْرَائِيلَ. إنَّ حَامِلِي السُّيُوفِ وَسَطَ شَعْبِي، فَعَبِّرْ عَنْ حُزنِكَ الشَّدِيدِ!

13 أفَهَذَا امتِحَانٌ لَكُمْ؟ رَفَضْتُمُ العِقَابَ بِعَصًا مِنْ خَشَبٍ، فَبِمَاذَا أُعَاقِبُكُمْ؟» هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ الإلَهُ.

14 «أمَّا أنْتَ يَا إنْسَانُ، فَاضرِبْ يَدًا بِيَدٍ، وَقُلْ لِشَعْبِي: يَضْرِبُ السَّيْفُ القَتلَى مَرَّتَيْنِ، بَلْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. يَخْتَرِقُ سَيْفُ المَذْبَحَةِ هَذَا جَسدًا وَرَاءَ آخَرَ.

15 حَتَّى يُزِيلَ كُلَّ شَجَاعَةٍ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَيَزِيدَ مِنْ عَدَدِ القَتلَى السَّاقِطِينَ. قَدْ تَسَبَّبتُ بِمَجزَرَةٍ بِالسَّيْفِ قُرْبَ بَوَّابَاتِ كُلِّ مُدُنِهِمْ. قَدْ جُعِلَ يَلْمَعُ كَالبَرقِ، وَهُوَ مَسْحُوبٌ مِنْ غِمدِهِ لِلقَتلِ.

16 يَا سَيْفُ، ابْقَ حَادًا، اضْرِبْ جِهَةَ اليَمِينِ، اطْعَنْ، وَاضرِبْ جِهَةَ اليَسَارِ، وَاضْرِبْ حَيْثُمَا تَوَجَّهتَ.

17 وَسَأُصَفِّقُ يَدًا بِيَدٍ، وَسَأُشبِعُ غَضَبِي.» أنَا اللهَ تَكَلَّمْتُ.

18 ثُمَّ أتَتْ إلَيَّ كَلِمَةُ اللهِ:

19 «يَا إنْسَانُ، ارْسُمْ طَرِيقًا يَتَفَرَّعُ أمَامَ السَّيْفِ الآتِي مِنْ مَلِكِ بَابِلَ. وَضَعْ عَلَامَةً تُشِيرُ إلَى طَرِيقِ المَدِينَتَيْنِ.

20 فَضَعْ عَلَامَةً وَاضِحَةً تُشِيرُ إلَى رَبَّةِ العَمُّونِيِّينَ، وَعَلَامَةً وَاضِحَةً تُشِيرُ إلَى القُدْسِ مَدِينَةِ يَهُوذَا الحَصِينَةِ.

21 فَمَلِكُ بَابِلَ يَقِفُ عِنْدَ مُفتَرَقِ الطَّرِيقِ يَهُزُّ سِهَامَهُ وَيَسألُ آلِهَتَهُ وَيَمْتَحِنُ كَبِدَ الحَيَوَانَاتِ ليَختَارَ الطَّرِيقَ.

22 عَلَامَاتُ العِرَافَةِ عَلَى كَفِّهِ، تُشِيرُ عَلَيْهِ بِأنْ يَذْهَبَ إلَى القُدْسِ، وَيُهَاجِمَهَا بِجُذُوعِ الأشْجَارِ. لِيَرَفعَ هُتَافَاتِ الحَرْبِ، وَلِيَضْرِبَ بِالأبوَاقِ لِإحضَارِ جُذُوعِ الأشْجَارِ إلَى البَوَّابَاتِ، وَلِعَمَلِ حَوَاجِزَ تُرَابِيَّةٍ للحِصَارِ، وَلِبِنَاءِ أبرَاجٍ حَوْلَ المَدِينَةِ.

23 وَلَكِنْ هَذَا بَدَا كَالعِرَافَةِ الخَاطِئَةِ لِهَؤُلَاءِ بَنِي إسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا مُلزَمِينَ بِعَهْدِهِمُ الأعْظَمِ. لَكِنَّهُ ذَكَّرَهُمْ بِأنَّ ذَنبَهُمْ سَيُؤَدِّي إلَى سَبْيِهِمْ.»

24 لِذَلِكَ، يَقُولُ الرَّبُّ الإلَهُ: «حَيْثُ إنَّكُمْ أظْهَرتُمْ ذَنبَكُمْ بِإعلَانِ تَمَرُّدِكُمْ وَإظهَارِ خَطَايَاكُمْ فِي كُلِّ مَا عَمِلتُمْ، فَإنَّكُمْ سَتُسَاقُونَ إلَى السَّبْيِ قَسْرًا.

25 «وَأمَّا أنْتَ يَا رَئِيسَ إسْرَائِيلَ الفَاسِدَ، فَقَدْ ظَهَرْتَ فِي وَقْتِ عِقَابِكَ النِّهَائِيِّ.»

26 هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ الإلَهُ: «أزِلِ العِمَامَةَ! انزَعِ الإكلِيلَ! لَنْ يَبْقَى شَيءٌ كَمَا هُوَ: ارفَعِ الحَقِيرَ وَاخفِضِ المُرْتَفِعَ!

27 سَأجعَلُهُ دَمَارًا! وَلَكِنَّ ذَلِكَ لَنْ يَحْدُثَ حَتَّى يَأْتِي الَّذِي لَهُ القَضَاءُ، الَّذِي أنَا أُعَيِّنُهُ.»

28 «وَأنْتَ يَا إنْسَانُ، تَنَبَّأ وَقُلْ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ الإلَهُ لِلعَمُّونِيِّينَ وَإلَهِهِمُ المُخْزِي: «هَا سَيفٌ، سَيفٌ مَسلُولٌ مِنْ غِمدِهِ لِلقَتلِ، لَامِعٌ وَمَصقُولٍ لِلالتِهَامِ!

29 «تَرَيْنَ لِنَفْسِكِ رُؤىً مُزَيَّفَةً وَعِرَافَةً كَاذِبَةً، وَلِذَا فَسِحْرُكِ لَنْ يَنْفَعَكِ، السَّيْفُ وَصَلَ رِقَابَ الأشْرَارِ، قَرِيبًا لَنْ يَكُونُوا سِوَى جُثَتٍ، قَرِيبًا سَيَنْتَهِي الشَّرِّ.

30 «أعِدِ السَّيْفَ إلَى غِمْدِهِ. أنَا بِنَفْسِي سَأَدِينُكِ فِي المَكَانِ الَّذِي خُلِقْتِ فِيهِ، فِي الأرْضِ الَّتِي يَعُودُ أصلُكِ إلَيْهَا.

31 سَأسْكُبُ غَضَبِي المُشتَعِلَ عَلَيْكِ، وَسَأنفُخُ عَلَيْكِ سَخَطِي المُلتَهِبَ، وَأُسَلِّمُكِ إلَى قُسَاةٍ مُحتَرِفِينَ فِي الدَّمَارِ وَالقَتلِ.

32 سَتَكُونِينَ وَقُودًا لِلنَّار، وَسَيُسفَكُ دَمُكِ فِي كُلِّ الأرْضِ. وَلَكِنَّكِ سَتَتَذَكَّرِينَ أنِّي أنَا اللهَ قَدْ تَكَلَّمْتُ.»