fbpx

زكريا 1

1 فِي الشَّهْرِ الثَّامِنِ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِحُكْمِ دَارْيُوسَ، مَلِكِ فَارِسَ، أتَتْ رِسَالَةٌ مِنَ اللهِ إلَى زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا بْنِ عِدُّو النَّبِيِّ. تَقُولُ الرِّسَالَةُ:

2 غَضِبَ اللهُ جِدًّا عَلَى آبَائِكُمْ.

3 وَلِذَا عَلَيْكَ أنْ تَقُولَ لَهُمْ: «هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ القَدِيرُ: ‹ارجِعُوا إلَيَّ، يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ، فَأرجِعَ إلَيكُمْ، يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ.›

4 «لَا تَكُونُوا كَآبَائِكُمُ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ الأنْبِيَاءُ قَدِيمًا: ‹يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ ارجِعُوا عَنْ مُمَارَسَاتِكُمُ الشِّرِّيرَةِ وَأعْمَالِكُمُ الشِّرِّيرَةِ.› وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْتَمِعُوا وَلَمْ يُصْغُوا إلَيَّ،» يَقُولُ اللهُ.

5 «أيْنَ آبَاؤكُمُ الآنَ؟ وَهَلْ يَحيَا الأنْبِيَاءُ إلَى الأبَدِ؟

6 كَلَامِي وَفَرَائِضْي الَّتِي أمَرْتُ خُدَّامِي الأنْبِيَاءَ بِإعلَانِهَا، ألَمْ تَكُنْ قَدْ وَصَلَتْ آبَاءَكُمْ؟ لَكِنَّهُمْ رَجِعُوا إلِيَّ وَقَالُوا: ‹لَقَدْ صَنَعَ اللهُ القَدِيرُ بِنَا بِحَسَبِ كَلَامِهِ، فَعَاقَبَنَا عَلَى أعْمَالِنَا وَسُلُوكِنَا.›»

7 فِي اليَوْمِ الرَّابِعِ وَالعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ الحَادِي عَشَرَ – أيْ شَهْرِ شُبَاطَ – فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ حُكْمِ دَارْيُوسَ، أتَتْ رِسَالَةٌ مِنَ اللهِ إلَى زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا بْنِ عِدُّو النَّبِيِّ كَمَا يَلِي:

8 رَأيْتُ فِي رُؤى اللَّيلِ فَارِسًا يَرْكَبُ فَرَسًا أحمَرَ، وَيَقِفُ وَسَطَ شَجَرِ الآسِ فِي الوَادِي. وَرَأيْتُ خَلْفَهُ ثَلَاثَةَ فُرْسَانٍ عَلَى ثَلَاثَةِ أفرَاسٍ: أحمَرَ وَأشقَرَ وَأبَيْضَ.

9 فَقُلْتُ: «مَنْ هَؤلَاءِ يَا سَيِّدِي؟» فَقَالَ لِيَ المَلَاكُ الَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي: «سَأُرِيكَ مَنْ هَؤلَاءِ.»

10 حِينَئِذٍ قَالَ الوَاقِفُ بَيْنَ شَجَرِ الآسِ: «هَؤُلَاءِ هُمُ الَّذِينَ أرسَلَهُمُ اللهُ لِلتَّجَوُّلِ فِي الأرْضِ.»

11 ثُمَّ قَالُوا هُمْ لِمَلَاكِ اللهِ الوَاقِفِ وَسَطَ الآسِ: «كُنَّا نَتَجَوَّلُ فِي الأرْضِ، وَإذَا الأرْضُ كُلُّهَا تَحيَا فِي هُدُوءٍ وَسَلَامٍ.»

12 فَقَالَ مَلَاكُ اللهِ: «أيُّهَا الإلَهُ القَدِيرُ، إلَى مَتَى لَا تَرْحَمُ مَدِينَةَ القُدْسِ وَمُدُنَ يَهُوذَا الَّتِي غَضِبْتَ عَلَيْهَا مُدَّةَ السَّبْعِينَ سَنَةً الأخِيرَةَ؟»

13 فَكَلَّمَ اللهُ المَلَاكَ الَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي، وَقَالَ لَهُ كَلَامًا طَيِّبًا وَمُعَزِّيًا.

14 ثُمَّ طَلَبَ مِنِّي المَلَاكُ الَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي أنْ أُعْلِنَ مَا يَلِي: هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ القَدِيرُ: «غِرْتُ عَلَى مَدِينَةِ القُدْسِ وَصِهْيَوْنَ كَثِيرًا.

15 غَضِبْتُ جِدًّا عَلَى الأُمَمِ المُسْتَرِيحَةِ المُطمَئِنَّةِ. غَضِبْتُ قَلِيلًا عَلَى شَعْبِي، وَلَكِنَّهُمْ جَعَلُوا مُعَانَاةَ شَعْبِي أشَدَّ.»

16 لِذَلِكَ، هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ: «رَجِعْتُ إلَى القُدْسِ بِالرَّحْمَةِ. سَيُعَادُ بِنَاءُ بَيْتِي فِيهَا،» يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ. «سَيُمَدُّ خَيطُ البِنَاءِ عَلَى مَدِينَةِ القُدْسِ لِتَحْدِيدِ أسْوَارِهَا.»

17 وَقَالَ المَلَاكُ أيْضًا: «هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ القَدِيرُ: ‹سَتَفِيضُ مُدُنِي بِالخَيْرِ ثَانِيَةً، وَسَيُعَزِّي اللهُ صِهْيَوْنَ مِنْ جَدِيدٍ، وَمَرَّةً أُخْرَى سَيَدْعُو مَدِينَةَ القُدْسِ مَدِينَتَهُ الخَاصَّةَ.›»

18 ثُمَّ رَفَعْتُ عَينَيَّ وَرَأيْتُ أرْبَعَةَ قُرُونٍ.

19 فَقُلْتُ لِلمَلَاكِ الَّذِي كَانَ يَتَكَلَّمُ مَعِي: «مَا هَذِهِ القُرُونُ؟» فَقَالَ لِي: «هَذِهِ هِيَ القُرُونُ الَّتِي شَتَّتَتْ يَهُوذَا وَإسْرَائِيلَ وَالقُدْسَ.»

20 ثُمَّ أرَانِي اللهُ أرْبَعَةَ صُنَّاعٍ.

21 فَقُلْتُ: «مَا العَمَلُ الَّذِي أتَى لِأجْلِهِ هَؤُلَاءِ الصُّنَّاعُ؟» فَقَالَ لِيَ: «القُرُونُ هِيَ الأُمَمُ الَّتِي شَتَّتَتْ يَهُوذَا كَي لَا يَتَمَكَّنَ أحَدٌ مِنْهُمْ أنْ يَرْفَعَ رَأسَهُ. وَقَدْ أتَى هَؤُلَاءِ الصُّنَّاعُ لِيُرْعِبُوا وَيَطْرُدُوا قُرُونَ الأُمَمِ الَّتِي رَفَعَتْ ذَاتَهَا عَلَى أرْضِ إسْرَائِيلَ لِكَي تُشَتِّتَ شَعْبَهَا.»