fbpx

الأصحاح الرابع

استمتع الآن بمشاهدة الاصحاح، ثم اجتاز الاختبار التالي بنجاح، لتستطيع مشاهدة الاصحاح التالي.

مَثَل الزارع وتفسيره

1وابتَدأَ أيضًا يُعَلِّمُ عِندَ البحرِ، فاجتَمَعَ إليهِ جَمعٌ كثيرٌ حتَّى إنَّهُ دَخَلَ السَّفينَةَ وجَلَسَ علَى البحرِ، والجَمعُ كُلُّهُ كانَ عِندَ البحرِ علَى الأرضِ.
2فكانَ يُعَلِّمُهُمْ كثيرًا بأمثالٍ. وقالَ لهُمْ في تعليمِهِ:
3«اسمَعوا! هوذا الزّارِعُ قد خرجَ ليَزرَعَ،
4وفيما هو يَزرَعُ سقَطَ بَعضٌ علَى الطريقِ، فجاءَتْ طُيورُ السماءِ وأكلَتهُ.
5وسَقَطَ آخَرُ علَى مَكانٍ مُحجِرٍ، حَيثُ لَمْ تكُنْ لهُ تُربَةٌ كثيرَةٌ، فنَبَتَ حالًا إذ لَمْ يَكُنْ لهُ عُمقُ أرضٍ.
6ولكن لَمّا أشرَقَتِ الشَّمسُ احتَرَقَ، وإذ لَمْ يَكُنْ لهُ أصلٌ جَفَّ.
7وسَقَطَ آخَرُ في الشَّوْكِ، فطَلَعَ الشَّوْكُ وخَنَقَهُ فلَمْ يُعطِ ثَمَرًا.
8وسَقَطَ آخَرُ في الأرضِ الجَيِّدَةِ، فأعطَى ثَمَرًا يَصعَدُ ويَنمو، فأتَى واحِدٌ بثَلاثينَ وآخَرُ بسِتّينَ وآخَرُ بمِئَةٍ».
9ثُمَّ قالَ لهُمْ: «مَنْ لهُ أُذُنانِ للسَّمعِ، فليَسمَعْ».
10ولَمّا كانَ وحدَهُ سألهُ الّذينَ حَوْلهُ مع الِاثنَيْ عشَرَ عن المَثَلِ،
11فقالَ لهُمْ: «قد أُعطيَ لكُمْ أنْ تعرِفوا سِرَّ ملكوتِ اللهِ. وأمّا الّذينَ هُم مِنْ خارِجٍ فبالأمثالِ يكونُ لهُمْ كُلُّ شَيءٍ،
12لكَيْ يُبصِروا مُبصِرينَ ولا يَنظُروا، ويَسمَعوا سامِعينَ ولا يَفهَموا، لئَلّا يَرجِعوا فتُغفَرَ لهُمْ خطاياهُمْ».
13ثُمَّ قالَ لهُمْ: «أما تعلَمونَ هذا المَثَلَ؟ فكيفَ تعرِفونَ جميعَ الأمثالِ؟
14الزّارِعُ يَزرَعُ الكلِمَةَ.
15وهؤُلاءِ هُمُ الّذينَ علَى الطريقِ: حَيثُ تُزرَعُ الكلِمَةُ، وحينَما يَسمَعونَ يأتي الشَّيطانُ للوقتِ ويَنزِعُ الكلِمَةَ المَزروعَةَ في قُلوبهِمْ.
16وهؤُلاءِ كذلكَ هُمُ الّذينَ زُرِعوا علَى الأماكِنِ المُحجِرَةِ: الّذينَ حينَما يَسمَعونَ الكلِمَةَ يَقبَلونَها للوقتِ بفَرَحٍ،
17ولكن ليس لهُمْ أصلٌ في ذَواتِهِمْ، بل هُم إلَى حينٍ. فبَعدَ ذلكَ إذا حَدَثَ ضيقٌ أو اضطِهادٌ مِنْ أجلِ الكلِمَةِ، فللوقتِ يَعثُرونَ.
18وهؤُلاءِ هُمُ الّذينَ زُرِعوا بَينَ الشَّوْكِ: هؤُلاءِ هُمُ الّذينَ يَسمَعونَ الكلِمَةَ،
19وهُمومُ هذا العالَمِ وغُرورُ الغِنَى وشَهَواتُ سائرِ الأشياءِ تدخُلُ وتَخنُقُ الكلِمَةَ فتصيرُ بلا ثَمَرٍ.
20وهؤُلاءِ هُمُ الّذينَ زُرِعوا علَى الأرضِ الجَيِّدَةِ: الّذينَ يَسمَعونَ الكلِمَةَ ويَقبَلونَها، ويُثمِرونَ: واحِدٌ ثَلاثينَ وآخَرُ سِتّينَ وآخَرُ مِئَةً».

مَثَل السراج

21ثُمَّ قالَ لهُمْ: «هل يؤتَى بسِراجٍ ليوضَعَ تحتَ المِكيالِ أو تحتَ السَّريرِ؟ أليس ليوضَعَ علَى المَنارَةِ؟
22لأنَّهُ ليس شَيءٌ خَفيٌّ لا يُظهَرُ، ولا صارَ مَكتومًا إلّا ليُعلَنَ.
23إنْ كانَ لأحَدٍ أُذُنانِ للسَّمعِ، فليَسمَعْ».
24وقالَ لهُمُ: «انظُروا ما تسمَعونَ! بالكَيلِ الّذي بهِ تكيلونَ يُكالُ لكُمْ ويُزادُ لكُمْ أيُّها السّامِعونَ.
25لأنَّ مَنْ لهُ سيُعطَى، وأمّا مَنْ ليس لهُ فالّذي عِندَهُ سيؤخَذُ مِنهُ».

مَثَل البذار النامية

26وقالَ: «هكذا ملكوتُ اللهِ: كأنَّ إنسانًا يُلقي البِذارَ علَى الأرضِ،
27ويَنامُ ويَقومُ ليلًا ونهارًا، والبِذارُ يَطلُعُ ويَنمو، وهو لا يَعلَمُ كيفَ،
28لأنَّ الأرضَ مِنْ ذاتِها تأتي بثَمَرٍ. أوَّلًا نَباتًا، ثُمَّ سُنبُلًا، ثُمَّ قمحًا مَلآنَ في السُّنبُلِ.
29وأمّا مَتَى أدرَكَ الثَّمَرُ، فللوقتِ يُرسِلُ المِنجَلَ لأنَّ الحَصادَ قد حَضَرَ».

مَثَل حبة الخردل

30وقالَ: «بماذا نُشَبِّهُ ملكوتَ اللهِ؟ أو بأيِّ مَثَلٍ نُمَثِّلُهُ؟
31مِثلُ حَبَّةِ خَردَلٍ، مَتَى زُرِعَتْ في الأرضِ فهي أصغَرُ جميعِ البُزورِ الّتي علَى الأرضِ.
32ولكن مَتَى زُرِعَتْ تطلُعُ وتَصيرُ أكبَرَ جميعِ البُقول، وتَصنَعُ أغصانًا كبيرَةً، حتَّى تستَطيعَ طُيورُ السماءِ أنْ تتآوَى تحتَ ظِلِّها».
33وبأمثالٍ كثيرَةٍ مِثلِ هذِهِ كانَ يُكلِّمُهُمْ حَسبَما كانوا يستطيعونَ أنْ يَسمَعوا،
34وبدونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكلِّمُهُمْ. وأمّا علَى انفِرادٍ فكانَ يُفَسِّرُ لتلاميذِهِ كُلَّ شَيءٍ.

تهدئة العاصفة

35وقالَ لهُمْ في ذلكَ اليومِ لَمّا كانَ المساءُ: «لنَجتَزْ إلَى العَبرِ».
36فصَرَفوا الجَمعَ وأخَذوهُ كما كانَ في السَّفينَةِ. وكانتْ معهُ أيضًا سُفُنٌ أُخرَى صَغيرَةٌ.
37فحَدَثَ نَوْءُ ريحٍ عظيمٌ، فكانتِ الأمواجُ تضرِبُ إلَى السَّفينَةِ حتَّى صارَتْ تمتَلِئُ.
38وكانَ هو في المؤَخَّرِ علَى وِسادَةٍ نائمًا. فأيقَظوهُ وقالوا لهُ: «يا مُعَلِّمُ، أما يَهُمُّكَ أنَّنا نَهلِكُ؟».
39فقامَ وانتَهَرَ الرّيحَ، وقالَ للبحرِ: «اسكُتْ! اِبكَمْ!». فسكَنَتِ الرّيحُ وصارَ هُدوءٌ عظيمٌ.
40وقالَ لهُمْ: «ما بالُكُمْ خائفينَ هكذا؟ كيفَ لا إيمانَ لكُم؟».
41فخافوا خَوْفًا عظيمًا، وقالوا بَعضُهُمْ لبَعضٍ: «مَنْ هو هذا؟ فإنَّ الرّيحَ أيضًا والبحرَ يُطيعانِهِ!».